أكملت شركة CSCEC الصينية مؤخرا أعمال التشييد لأكبر حرم جامعي مسبق الصنع ذي الهيكل الفولاذي في الصين، وذلك في مدينة شيجياتشوانغ شمال البلاد. ويجمع هذا المشروع بين العناصر التكنولوجية والإيكولوجية والذكاء الاصطناعي، كما يظهر المشروع بشكل كامل مزايا المباني المسبقة الصنع المتمثلة في توفير الطاقة وانخفاض انبعاثات الكربون وتقليل التلوث والفعالية العالية.
تشييد مدرسة مثل "تركيب كتل ليغو"
بلغت مساحة المشروع الخارجية 300 ألف متر مربع، بينما وصلت المساحة المسقوفة إلى 227 ألف متر مربع وتضم 20 وحدة، ولكن مدة تنفيذ المشروع 8 أشهر فقط. لذلك قررت الشركة استخدام تقنية بناء المباني مسبقة الصنع لتشييد الحرم الجامعي الجديد لمعهد شيجياتشوانغ المهني لهندسة المعلومات في قاوتشنغ.
واعتمدت الشركة على نظام تجميع مكونات المباني المطور ذاتيا "GS-Building" لتنفيذ المشروع، واستخدمت عددا كبيرا من مكونات المباني مسبقة الصنع وذات التصميم القياسي، وقامت بتجميع وتركيب هذه المكونات مثل اللعب بـ"تركيب كتل ليغو"، وقد وصلت نسبة التجميع والتركيب إلى 70%.
وفي آخر عملية من البناء، أصبحت مزايا نظام تجميع مكونات المباني أكثر وضوحا، حيث تم تركيب هيكل فولاذي يبلغ وزنه 17 ألف طن خلال 45 يوما فقط، وتم الانتهاء من تجميع الأرضية مسبقة الصنع بمساحة 120 ألف متر مربع خلال 8 أيام، وتم الانتهاء من الأعمال الخرسانية لمبنيين منفصلين خلال 15 يوما، وتم تركيب لوحات ALC بمساحة 107 ألف متر مربع في 45 يوما. بالمقارنة مع طرق البناء التقليدية، فقد تم تصنيع الأجزاء والمكونات الرئيسية للمباني مسبقة الصنع ذات الهياكل الفولاذية في المصانع، وتم تجميعها وتركيبها في مواقع المشاريع. بذلك يتم تحقيق سرعة على مستوى تركيب المكونات. ويمكن تقليل أعمال البناء في مواقع المشاريع بنسبة 50٪، وتقصير فترة البناء بحوالي الثلث، وتحسين كفاءة البناء بشكل كبير.
ويُعد البناء الرقمي ميزة أخرى للمباني المسبقة الصنع. وضعت إدارة المشروع خطة خاصة لتنفيذ ألواح ALC الأكثر استخدامًا ضمن الأجزاء المصنعة مسبقا. حيث تم تقسيم هذه الألواح إلى نوعين، وفقًا لما إذا كانت تحتاج إلى التقطيع أو لا. وبعد اكتمال التقطيع، يتم منح رمز استجابة سريعة لكل لوحة لتصنيف الألواح بشكل أكثر تفصيلا، مما يقلل بشكل كبير من تلوث الغبار وتقليل الصعوبات. وقبل تثبيت الألواح، يمكن مسح رمز الاستجابة السريعة للوحة لمعرفة مكان تركيبها واستخدام الروبوت لتركيبها بشكل مرتب. وفي الوقت نفسه، بالنسبة للمواقع ذات الاستخدام المنخفض للوحة أو ذات صعوبة عالية في التنفيذ، يتم بناؤها باستخدام الطوب.
تزويد موقع الإنشاء بالتكنولوجيا المتقدمة
يستفيد المشروع من العديد من التقنيات مثل المنصة السحابية والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والهاتف المحمول والذكاء الاصطناعي وأكثر من عشرة تقنيات متقدمة لتحقيق البناء والتشغيل الذكي للحرم الجامعي.
وفي مرحلة إدارة التخطيط، يستخدم المشروع "منصة الإدارة الذكية للخطة" لتحقيق إدارة ومراقبة قوية للجدول الزمني من قبل الوحدات على جميع المستويات لضمان إنجاز الأعمال حسب المواعيد المحددة.
وأثناء تنفيذ المشروع، يعتمد المشروع على تكنولوجيا المعلومات القائمة على BIM لتحقيق رقمنة البناء وتحسين جودة وكفاءة أعمال التنفيذ.
خلال الأعمال الإنشائية، قام المشروع ببناء نظام إدارة "موقع البناء الذكي"، وجمع البيانات من خلال أنظمة معلومات الأعمال وأجهزة الاستشعار في الموقع، وطائرات بدون طيار لتحقيق الإنذار المبكر بالغبار ورش الماء التلقائي للحد من الغبار، والتحكم الذكي في الإضاءة وتوفير الطاقة والمراقبة والتحذير في الوقت الفعلي للسلامة في الموقع.
شكل مبدئي للحرم الجامعي المستقبلي الصديق للبيئة
وفقًا للوظائف المختلفة، تشكل الوحدات العشرين لمعهد شيجياتشوانغ المهني لهندسة المعلومات مجموعات معمارية متعددة، متصلة ببعضها البعض من خلال ممرات ومنصات مختلفة. وستكون المكتبة وقاعة المؤتمرات ومباني التعليم العام والمرافق العامة الأخرى الواقعة على جانبي شارع كايشيانغ، مفتوحة أمام الجمهور لتحقيق تكاملها بشكل وثيق مع الحياة الحضرية، مما يؤكد مرة أخرى المفهوم البيئي الحديث ألا وهو "التشارك والتكامل".
قامت شركة CSCEC أيضًا بإنشاء المساحات الخضراء للحرم الجامعي وفقًا لمفهوم تصميم "مدينة الإسفنج"، لبناء حرم جامعي يشبه الحديقة، وحسب التصميم يتم تحويل المنشآت المؤقتة لتنفيذ المشروع مثل الطرقات ومنشآت تصريف المياه والمساحات الخضراء إلى مرافق دائمة.